أهلا وسهلا بزوار المدونة الكرام ، نأمل أن تسمتعوا بالمواضيع المطروحة .

Saturday 27 March 2010

لقيتها ليتني ما كنت القاها 00000 تمشي وقد أثقل الأملاق ممشاها


أثوابها رثّةٌ والرجل حافية 00000والدمع تذرفه في الخدّ عيناها

بكت من الفقر فاحمرّت مدامعها0000واصفرّ كالورس من جوع محيّاها

مات الذي كان يحميها ويسعدها0000فالدهر من بعده بالفقر أشقاها

الموت أفجعها والفقر أوجعها 0000والهمّ أنحلها والغمّ أضناها

فمنظر الحزن مشهود بمنظرها 0000 والبؤس مرآه مقرون بمرآها

كرّ الجديدين قد ابلى عباءتها 0000 فانشقّ أسفلها وانشق أعلاها

ومزّق الدهر ويل الدهر مئزرها0000 حتى بدا من شقوق الثوب جنباها

تمشي بأطمارها والبرد يلسعها 0000كأنه عقرب شالت زباناها

حتى غدا جسمها بالبرد مرتجفا 0000 كالغصن في الريح واصطكّت ثناياها

تمشي وتحمل باليسرى وليدتها 0000حملاً على الصدر مدعوماً بيمناها

قد قمّطتها بأهدام ممزّقة 000000في العين منثرها سمبحٌ ومطواها

ما أنس لا أنس أنيّ كنت أسمعها 000تشكو إلى ربّها أوصاب دنياها

تقول يا ربّ لا تترك بلا لبن000000هذي الرضيعة وارحمني وإياها

ما تصنع الأم في تربيب طفلتها0000أن مسّها الضرّ حتى جفّ ثدياها

يا ربّ ما حيلتي فيها وقد ذبلت 0000 كزهرة الروض فقد الغيث أظماها

ما بالها وهي طول الليل باكية 0000 والأم ساهرة تبكي لمبكاها

يكاد ينقدّ قلبي حين أنظرها 00000تبكي وتفتح لي من جوعها فاها

ويلمّها طفلة باتت مروّعةً 00000وبتّ من حولها في الليل ارعاها

تبكي لتشكوَ من داءٍ ألم بها 00000ولست أفهم منها كنه شكواها

قد فاتها النطق كالعجماء أرحمها 0000ولست أعلم أيّ السقم آذاها

ويح ابنتي أن ريب الدهر روّعها 0000بالفقر واليتم آها منهما آها

كانت مصيبتها بالفقر واحدة 00000وموت والدها باليتم ثنّاها

هذا الذي في طريقي كنت أسمعه 00000منها فأثرّ في نفسي وأشجاها

حتى دنَوت إليها وهي ماشية0000وادمعي أوسعت في الخد مجراها

وقلت يا أخت مهلاً أنني رجل 00000أشارك الناس طرّاً في بلا ياها

سمعت يا أخت شكوىً تهمسين بها0000في قالة أوجعت قلبي بفحواها

هل تسمح الأخت لي أني أشاطرها 0000 ما في يدي الآن استرضي به اللها

ثم اجتذبت لها من جيب ملحفتي 0000 دراهماً كنت استبقي بقاياها

وقلت يا أخت أرجو منك تكرِمتي 0000بأخذها دون ما منٍّ تغشاها

فأرسلت نظرةً رعشاءَ راجفةً00000ترمي السهام وقلبي من رماياها

وأخرجت زفرات من جوانحها0000كالنار تصعد من أعماق أحشاها

وأجشهت ثم قالت وهي باكية00000واهاً لمثلك من ذي رقة واها

لو عمّ في الناس حسَنٌ مثل حسّك لي0000ماتاه في فلوات الفقر من تاها

أو كان في الناس انصاف ومرحمة0000 لم تشك أرملة ضنكاً بدنياها

هذي حكاية حال جئت أذكرها 00000وليس يخفي على الأحرار مغزاها

أولى الأنام بعطف الناس أرملةٌ0000 وأشرف الناس من في المال واساها

Sunday 21 March 2010

ليس الغريب غريب الشام واليمن

هذه القصيدة الشهيرة للإمام زين العابدين ابن علي
وهي قصيدة مؤثرة مبكية .... أترككم مع القصيدة
ليس الغريب غريب الشام واليمـن
إن الغريب غريب اللحـد والكفـن
إن الغريـب لـه حـق لغربـتـه
على المقيمين في الأوطان والسكن
لاتنهـرن غريبـا حـال غربتـه
الدهـر ينهـره بالـذل والمحـن
سفري بعيـد وزادي لـن يبلغنـي
وقوتي ضعفت والمـوت يطلبنـي
ولي بقايا ذنـوب لسـت أعلمهـا
الله يعلمهـا فـي السـر والعلـن
ماأحلم الله عنـي حيـث أمهلنـي
وقد تماديت في ذنبـي ويسترنـي
تمر ساعـات أيامـي بـلا نـدم
ولابكـاء ولاخـوف ولاحــزن
أنا الذي أغلـق الأبـواب مجتهـدا
على المعاصي وعين الله تنظرنـي
يازلة كتبـت فـي غفلـة ذهبـت
ياحسرة بقيت في القلـب تحرقنـي
دعني أنوح على نفسـي وأندبهـا
وأقطع الدهر بالتذكيـر والحـزن
دع عنك عذلي يامن كان يعذلنـي
لوكنت تعلم مابي كنـت تعذرنـي
دعني أسح دموعا لا انقطاع لهـا
فهل عسى عبرة منهـا تخلصنـي
كأنني بين جل الأهـل منطرحـا
علـى الفـراش وأيديهـم تقلبنـي
وقد تجمع حولي من ينـوح ومـن
يبكـي علـي وينعانـي ويندبنـي
وقد أتوا بطبيـب كـي يعالجنـي
ولم أر الطب هذا اليـوم ينفعنـي
واشتد نزعي وصار الموت يجذبها
من كل عرق بلارفـق ولا هـون
واستخرج الروح مني في تغرغرها
وصار ريقي مريرا حين غرغرني
وغمضوني وراح الكل وانصرفو
ابعد الإياس وجدوا في شرا الكفـن
وقام من كان حب الناس في عجل
نحـو المغسـل يأتينـي يغسلنـي
وقال ياقوم نبغـي غاسـلا حذقـا
حرا أديبـا أريبـا عارفـا فطـن
فجاءنـي رجـل منهـم فجردنـي
من الثيـاب وأعرانـي وأفردنـي
وأودعوني على الألواح منطرحـا
وصار فوقي خرير الماء ينظفنـي
وأسكب الماء من فوقي وغسلنـي
غسلا ثلاثا ونادى القـوم بالكفـن
وألبسونـي ثيابـا لاكمـام لـهـاوصار
زادي حنوطي حين حنطني
وأخرجوني من الدنيـا فـوا أسفـا
علـى رحيـل بـلا زاد يبلغنـي
وحملوني على الأكتـاف أربعـة
من الرجال وخلفي مـن يشيعنـي
وقدموني إلى المحراب وانصرفـوا
خلف الإمام فصلـى ثـم ودعنـي
صلوا علي صلاة لاركـوع لهـا
ولاسجـود لعـل الله يرحمـنـي
وأنزلوني إلى قبري علـى مهـل
وقدمـوا واحـدا منهـم يلحدنـي
وكشف الثوب عن وجهي لينظرني
وأسكب الدمع من عينيه أغرقنـي
فقـام محترمـا بالعـزم مشتمـلا
وصف اللبن من فوقي وفارقنـي
وقال هلوا عليه التراب واغتنمـوا
حسن الثواب من الرحمن ذي المنن
في ظلمـة القبـر لاأم هنـاك ول
اأب شفـيـق ولاأخ يؤنـسـنـي
وهالني صورة في العين إذ نظرت
من هول مطلع ماقد كان أدهشنـي
من منكـر ونكيـر ماأقـول لهـم
قد هالني أمرهـم جـدا فأفزعنـي
وأقعدوني وجـدوا فـي سؤالهـم
مالي سواك إلهي مـن يخلصنـي
فامنن علي بعفـو منـك ياأملـي
فإننـي موثـق بالذنـب مرتهـن
تقاسم الأهل مالي بعدما انصرفـوا
وصار وزري على ظهري فأثقلني
واستبدلت زوجتي بعلا لها بدلـي
وحكمته فـي الأمـوال والسكـن
وصيرت ولـدي عبـدا ليخدمهـا
وصار مالي لهم حـلا بـلا ثمـن
فلاتغرنـك الدنـيـا وزينتـهـا
وانظر إلى فعلها في الأهل والوطن
وانظر إلى من حوى الدنيا بأجمعها
هل راح منها بغير الحنط والكفـن
خذ القناعة من دنياك وارض بهـا
لولم يكـن لـك إلا راحـة البـدن
يازارع الخير تحصد بعـده ثمـرا
يازارع الشر موقوف على الوهـن
يانفس كفي عن العصيان واكتسبي
فعلا جميـلا لعـل الله يرحمنـي
يانفس ويحك توبي واعملي حسنـا
عسى تجازين بعد الموت بالحسـن
ثم الصلاة على المختـار سيدنـا
ما وضأ البرق في شام وفي يمـن
والحمـد لله ممسينـا ومصبحنـا
بالخير والعفو والإحسـان والمنـن

Saturday 20 March 2010

قصيدة يا ظلام السجن خيم للشاعر السوري نجيب الريس


نظم الشاعر نجيب الريس هذه القصيدة الرائعة في سجن أرواد عام 1922 و هي من أجمل ما قرأت لشعراء السجون


يا ظلامَ السّـجنِ خَيِّمْ إنّنا نَهْـوَى الظـلامَا

ليسَ بعدَ الظلم إلا فجـرُ مجـدٍ يتَسَامى


أيّها الحُرّاسُ رِفـقـاً و اسمَعوا مِنّا الكَلاما

مـتّعُـونا بِـهَـواء منعُـهُ كَـانَ حَرَاما


إيـهِ يا دارَ الفخـارِ يا مـقـرَّ المُخلِصينا

قدْ هبطْـناكِ شَـبَاباً لا يهـابـونَ المنونا


و تَـعَاهدنا جَـميعاً يومَ أقسَـمْنا اليَـمِينا

لنْ نخونَ العهدَ يوماً واتخذنا الصدقَ دِيـنَا


يا رنينَ القـيدِ زدني نغمةً تُشـجي فُؤادي

إنَّ في صَـوتِكَ مَعنى للأسـى والاضطهادِ


لـسـتُ والله نَسـيّاً ما تقاسِـيه بِـلادِي

فاشْـهَدَنْ يا نَجمُ إنّي ذو وفــاءٍ وَ وِدادِ

قصيدة رثاء الأندلس الشهيرة لأبي البقاء الرندي


















أبو البقاء الرندي
--------------------------------------------------------------------------------
لكل شيء إذا ما تم نقصان * فلا يغر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دولٌ * من سرَّهُ زمنٌ ساءته أزمانُ
وهذه الدار لا تبقي على أحد * ولا يدوم على حال لها شانُ
يمزق الدهر حتمًا كل سابغةٍ* إذا نبت مشرفيات وخرصان
وينتضي كل سيف للفناء ولو * كان ابن ذي يزن والغمد غمدان
أين الملوك ذوو التيجان من يمنٍ * وأين منهم أكاليلٌ وتيجانُ
وأين ما شاده شدَّادُ في إرمٍ * وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ
وأين ما حازه قارون من ذهب * وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ
أتى على الكل أمر لا مرد له* حتى قضوا فكأن القوم ما كانوا
وصار ما كان من مُلك ومن مَلك * كما حكى عن خيال الطيفِ وسنانُ
دار الزمان على دارا وقاتله * وأمَّ كسرى فما آواه إيوانُ
كأنما الصعب لم يسهل له سببُ * يومًا ولا مَلك الدنيا سليمان
فجائع الدهر أنواع منوعة * وللزمان مسرات وأحزانُ
وللحوادث سلوان يسهلها * وما لما حل بالإسلام سلوانُ
دهى الجزيرة أمرٌ لا عزاء له * هوى له أحدٌ وانهد نهلانُ
أصابها العينُ في الإسلام فارتزأتْ * حتى خلت منه أقطارٌ وبلدانُ
فاسأل بلنسيةَ ما شأنُ مرسيةٍ * وأين شاطبةٌ أمْ أين جيَّانُ
وأين قرطبةٌ دارُ العلوم فكم * من عالمٍ قد سما فيها له شانُ
وأين حمصُ وما تحويه من نزهٍ * ونهرها العذب فياض وملآنُ
قواعدٌ كنَّ أركانَ البلاد فما * عسى البقاء إذا لم تبقى أركان
تبكي الحنيفيةَ البيضاءَ من أسفٍ * كما بكى لفراق الإلف هيمانُ
حيث المساجدُ قد أضحتْ كنائسَ ما * فيهنَّ إلا نواقيسٌ وصلبانُ
حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ * حتى المنابرُ ترثي وهي عيدانُ
يا غافلاً وله في الدهرِ موعظةٌ * إن كنت في سِنَةٍ فالدهر يقظانُ
وماشيًا مرحًا يلهيه موطنهُ * أبعد حمصٍ تَغرُّ المرءَ أوطانُ
تلك المصيبةُ أنْسَتْ ما تقدَّمها * وما لها مع طولَ الدهرِ نسيانُ
يا راكبين عتاقَ الخيلِ ضامرةً * كأنها في مجال السبقِ عقبانُ
وحاملين سيوفَ الهندِ مرهقةُ * كأنها في ظلام النقع نيرانُ
وراتعين وراء البحر في دعةٍ * لهم بأوطانهم عزٌّ وسلطانُ
أعندكم نبأ من أهل أندلسٍ * فقد سرى بحديثِ القومِ ركبانُ
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم * قتلى وأسرى فما يهتز إنسان
لماذا التقاطع في الإسلام بينكمُ * وأنتمْ يا عباد الله إخوانُ
ألا نفوسٌ أبيَّاتٌ لها هممٌ * أما على الخيرِ أنصارٌ وأعوانُ
يا من لذلةِ قومٍ بعدَ عزِّهُمُ * أحال حالهمْ جورُ وطغيانُ
بالأمس كانوا ملوكًا في منازلهم * واليومَ هم في بلاد الضدِّ عبدانُ
فلو تراهم حيارى لا دليل لهمْ * عليهمُ من ثيابِ الذلِ ألوانُ
ولو رأيتَ بكاهُم عندَ بيعهمُ * لهالكَ الأمرُ واستهوتكَ أحزانُ
يا ربَّ أمٍّ وطفلٍ حيلَ بينهما * كما تفرقَ أرواحٌ وأبدانُ
وطفلةٍ مثل حسنِ الشمسِ * إذ طلعت كأنما ياقوتٌ ومرجانُ
يقودُها العلجُ للمكروه مكرهةً * والعينُ باكيةُ والقلبُ حيرانُ
لمثل هذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ * إن كان في القلب إسلامٌ وإيمانُ